الأحلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الإجتهاد والمثابرة

اذهب الى الأسفل

الإجتهاد والمثابرة Empty الإجتهاد والمثابرة

مُساهمة  azzouzti الأربعاء فبراير 11, 2009 4:34 pm

alienالإجتهاد والمثابرة

1 ـ التطور:
ان التطور هو نتيجة التفاعل المستمر بين الانسان وبين الكون المحيط به، وليس ناتجاً عن حدوث عنصر جديد في مسرح حياته، ولا عن غياب عنصر عنه.
إن الانسان يبحث فيقرأ سطراً من كتاب الكون فيطلع على عنصر جديد، أو طاقة جديدة، أو على صفة جديدة في الشيء الذي يعرفه، وعند ذلك يحاول أن يستفيد من علمه الجديد في سبيل تحسين وضعه ليستعمل الجديد، ويطور حياته، والكون المحيط به، ويتطور هو أيضاً، ثم ينطلق من المرحلة الحياتية الجديدة للبحث عن جديد آخر، وهكذا.
والجديد في حياة الانسان ينتقل من حقل إلى حقل، فيحصل تفاعل آخر بين مختلف قطاعات حياته، ومنطلقات جديدة للتحرك والتطور.
2 ـ الاسلام والتطور:
والاسلام دين الفطرة، وشريعة الخلق، فلا يمكن أن يعترف بالجمود بل يدعو للتطوير والتكامل. ويوجه التطور هذا بطريقين:
الأول: ان بقاء كلام الله (القرآن الكريم) بين الأمة، وهو وحي نصاً وروحاً، يعني ان أي فهم جديد للقرآن، وفي أي مستوى كان هو صحيح، عندما يحصل حسب القواعد المعتمدة في الكلام، ويمكن اعتماده والتمسك به في تنظيم شؤون الحياة.
وفي كلام الانسان لا يمكن اعتماد هذه القاعدة، لأن الانسان يعبر عن مستوى ثقافي معين لا يمكنه تخطيه، ولذلك لا يجوز فهم كلامه إلا في حدود مستوى ثقافته.
فالخلود والتطور في الاسلام مرهونان بإلهية الكلمات القرآنية، التي تقف متوازية إلى جانب الانسان والكون، وتقدم توجيهاً محدداً حسب التفاعل المتجدد في الانسان والكون. ويمكن استمرار التفاعل بين الانسان وبين القرآن بالفهم المتجدد بموازاة التفاعل بين الانسان والكون بالتطور.
الثاني: و من دواعي الإجتهادوالمثابرة في العمل، في الدراسة.....و تنعكس حالات الأسرة وأحداثها على المجتمع الكبير. ولذلك فان دراسة هذا الموضوع لها بعدان متقابلان: تأثير لامجتمع المتطور على الأسرة، وتأثير الأسرة على المجتمع.
4 ـ الاسلام والأسرة:
في رأي بعض الباحثين ان المجتمع في نظر الاسلام يتكون من وحدات، وكل وحدة هي الأسرة، وليست الفرد. كما ان المجتمع ليس الوحدة التي تتجزأ إلى الأفراد أو الأسر أو الطبقات. والحقيقة ان مقام الأسرة وتاثيرها في المجتمع في رأي الاسلام كبير جداً حتى عند مَن لا يلتزم بهذا الرأي.
ويكفي اثباتاً لذلك الحديث الشريف: (ما بني في الاسلام بناء أحب عند الله من الزواج).
5 ـ الأسرة في مجتمع متطور:
يمكن تحديد المعالم الأساسية للأسرة في مجتمع متطور معاصر في النقاط التالية:
الأولى: الحاجات المتزايدة في مختلف شؤون الحياة والتي تتطلب مزيداً من الجهد لأجل تأمينها فيضطر الرجل إلى تطوير عمله أو تغييره، أو النزوح إلى المدينة أو العاصمة أو الهجرة، وتضطر المرأة في بعض الأحيان لأن تعمل.
وهذه العوامل تنعكس بصورة واضحة على حياة الأسرة والعلاقات الأسرية بالاضافة الى أن مجرد تزايد الحاجات أيضاً من عوامل تغيير هذه العلاقات.
إن الوقت المطلوب لزيادة النشاط، وغياب الرجل في حالات الهجرة أو النزوح، وتغير الظروف عندما تهاجر أو تنزح الأسرة، وهكذا غياب المرأة عن البيت وبقاؤها في أجواء عملها، واستقلالها المادي، وغير ذلك من المؤثرات، لها مفعول عميق في العلاقات الأسرية، بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
6 ـ العلاقات الأسرية وحركات الشبيبة:
ان العلاقات الوالدية تهتز بصورة رهيبة في الظروف المذكورة، حيث إن الطفل الذي يشعر بحاجة إلى الرعاية الدائمة المطلقة، يرى نفسه في رعاية بديلة عن الوالدين (من شخص أو مؤسسة) والرعاية هذه تحصل مقابل ثمن ما. أما رعاية الأبوين فلا تحصل إلا في بعض الأوقات وفي حدود معينة.
إن الطفل يفتقد في مثل هذه الظروف صفة الاطلاق في والديه، وبالنتيجة يرى الوجود العام المتمثل في وجودهما محدوداً نسبياً وسطحياً.
ويتقلص مقام الوالدين ومقام الوجود كله في نظر الطفل وفي مشاعره. فيراه الطفل محدداً مثمناً، وتهتز العلاقات الوالدية، وتهتز العلاقات بين جيل الطفل والجيل السابق من خلاله.

وهكذا نجد تفسيراً للحركات العنيفة التي يمارسها الجيل الصاعد في عصرنا حيث ان الأجيال المتعاقبة كان يرتبط بعضها ببعض لا بالرباط الفكري وبالوحدة العقلانية، إذ أنها كانت دائماً مفقودة، بل ان هذا التفاوت في التفكير والمنطق هو السبب الأساسي للتكامل والخروج عن الجمود.
ولكن الجيل الصاعد المغاير منطقياً وعقلياً للجيل الذي سبقه، كان يرتبط به بمشاعر عاطفية متينة حيث كان يجد فيه الاطلاق في العطاء. فكانت الأم مثالاً للعطاء الدائم الشامل العميق، للعطاء اللامحدود، وكذلك الأب والمعلم والطبيب وغيرهم. وكان الطفل ينمو من خلال هذه الصورة الجذابة عن الحياة وعن الماضي، ينمو الطفل مسحوراً مجتذباً يمتلئ وجوده بمشاعر الحب والاحترام، ويرتبط برباط وثيق من الوفاء والشعور بالمسؤولية.
وهذا الترابط العاطفي القلبي إلى جانب التغاير العقلاني، هو الذي يجعل الأولاد مكملين لدور الآباء. انهم مجددون، ولكنهم يشكلون استمراراً لوجود الأجيال السابقة.
وفي الخط الأفقي، حيث العلاقات الزوجية، تظهر المشكلة التي لاحظناها في الخط العمودي وفي العلاقات الوالدية.
ان التباعد الزماني والمكاني، والتهاء كل من الزوجين بعمله الخاص وبأجوائه الخاصة، وتقليص العطاء الزوجي بمعناه الشامل، وما يرافق هذه العناصر من تصرفات وانطباعات، تجعل العلاقات الزوجية مهزوزة، والثقة ضعفة، والتفاهم قليلاً.
إن نمو الفرد في الأسرة بمعزل عن الآخرين، نمواً عقلياً واجتماعياً، يجعل التفاوت بين أفرادها ينمو فتحدث هوة تتعمق باستمرار بين الزوجين أنفسهما وبين الأولاد.
7 ـ المشكلة من أساسها:
والحقيقة ان المشكلة هذه لا تقف عند حدود العلاقات الوالدية والعلاقت الزوجية، بل تقتحم العلاقات الاجتماعية كلها فتعطي صورة خاصة عن المجتمع، تقوم العلاقات بين أفراده على أساس عطاء محدود ومثمن. وتجعل التفاعل بين الأفراد، التفاعل الذي هو حقيقة المجتمع، تجعله تفاعلاً آلياً غير إنساني وبلا روح.
والسبب الحقيقي لهذه المشكلة، هو اعتماد المادة والمادية قاعدة لبناء الحضارة، وعزل ما وراء الطبيعة عن التأثير في الحياة كما ارتآه بناة الحضارة الحديثة.
إن المادة لا يمكن أن تكون مطلقة، ولذلكف العطاء البشري الذي هو صلته ببني نوعه، والذي هو أساس تكوين مجتمعه، هذا العطاء قائم على أساس مادي، فهو نسبي ومحدود حيث ينطلق من دافع مادي ومحدود. فكل فرد يقدم لمجتمعه عملاً يتحدد بنسبة الأجر الذي يأخذه من مجتمعه، وبمقدار المنفعة التي تعود إليه.
ان هذا المجتمع، يعيش كل فرد فيه، غريباً يرتبط مع الآخرين بحسب منافعه المشتركة معهم، فالمجتمع شركة تجارية كبيرة تضم شركات أصغر منها باسم الأسرة والعائلة والطبقة والصداقة والوطن والأمة.
وفي هذا المجتمع يصبح التباعد الزماني أو المكاني خطراً على الأسرة، وسبباً لاهتزاز العلاقات، حيث الفتاعل يتقلص، والمصالح المشتركة تتضاءل من أجل مصالح أخرى مشتركة بين أفراد الأسرة والآخرين.
8 ـ رأي الاسلام هنا:
إن المجتمع الذي يقترحه الاسلام هو المجتمع الانساني الحي، الذي يرتبط الأفراد فيه بعضهم ببعض من خلال عطاء مطلق لا يحدد ولا يثمن.
إن العمل هنا رسالة يجب تحقيقها ببذل كل ما في طاقة الفرد، فهو قطعة من وجود الانسان ذابت فتحولت إلى العمل.
والعمل حي مثل الانسان، عبادة، لا يمكن تجمديه ولا تثمينه. والمجتمع الذي يتكون من هذه الأعمال وهذه العلاقات مجتمع حي كمثل الجسم الواحد على حد تعبير الحديث الشريف.
والعمل بهذه الصورة ينبغ من الإيمان بالمطلقات وبالقيم التي لا ينفصل الإيمان بها عن الإيمان بالله.
azzouzti
azzouzti
Admin

المساهمات : 46
تاريخ التسجيل : 11/02/2009
الموقع : www.Elahlem.blogspot.com

https://elahlem.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى