التوكل على النفس
الأحلام :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول
صفحة 1 من اصل 1
التوكل على النفس
التوكل على النفس
إن الاعتماد على النفس لاينافي التوكل على الله سبحانه لانفكاك جهتيهما فان الاعتماد على النفس فيما هو داخل ضمن الطوق البشرى كاتخاذ الأسباب و الاحتياطات اللازمة التي هي داخلة ضمن قدرة المخلوق.
و أما التوكل على الله ففيما هو خارج عن طاقة البشر كالحفظ من الآفات ومنع الجوائح كإنزال الأمطار وإنبات الأرض و التوفيق و التسديد و التأييد و النصر.الخ.
و ترك اتخاد الأسباب التي اقتضت سنته تعالى بارتباط المسببات بها و ترك اتخاذ الاحتياطات اللازمة وكل ما هو من وظيفة المخلوق بدعوى التوكل على الله في جلبها للإنسان وتمكينه منها إنما هو خور وسخافة وعبث مع الله سبحانه ومحاولته لتبديل سنته في خلقه لأجل مجادة ذلك الوهن الوكل. كما أنه لا يتنافى التعاون مع الخبير في المهمات مادام يستشعر المرء من نفسه أنه يعتمد عليها في كل ماله وحده قدرة عليه بدون عسر أو حرج.
و كذلك لا ينافى استشارة الغير واستمداد الرأي منه مادام هو يعمل فكره ورأيه ثم هو إذا أخذ برأي مستشاره فما هو إلا لأنه أصبح رأيا له و إلا فإنه يكون معه وهو عين المشكل على الغير.
و قد تسرب الغلط في معنى التوكل لكثير من الكسلاء و العاجزين فحملوه على معنى القعود عن العمل وعدم اتخاذ الأسباب وإعداد المعدات اللازمة لمواجهة الطوارئ مما هو داخل في طوق البشر تبريرا لميلهم إلى الدعة و إخلادهم إلى الراحة وعدم كفاءتهم للقيام بالعظائم، ففشلوا بذلك العامة وشلوا أعضاءها عن العمل. فعجزت عن إشادة المشاريع الكبيرة و المؤسسات العظيمة ففشا فيها الفقر وحاق بها الذل والمسكنة و استثمر حالها هذه ذوو المطامع و الغايات.
فظنت أوروبا من هذه المظاهر البائسة العامة بين المسلمين أن الإسلام نفسه هو دين التواكل و الكسل والقعود، فحكمت على الإسلام ـ ذلك الصراط المستقيم صراط الله ـ بما رأته و تراه من المسلمين غلطا أو تغليطا لإفساد الإسلام وتشويهه و تزهيد الناس فيه و ترغيبهم في مدنيتها و حضارتها حتى تبتلعهم و تهضمهم فكانوا لها حجة على الإسلام في الشرق و الغرب.
إن الاعتماد على النفس لاينافي التوكل على الله سبحانه لانفكاك جهتيهما فان الاعتماد على النفس فيما هو داخل ضمن الطوق البشرى كاتخاذ الأسباب و الاحتياطات اللازمة التي هي داخلة ضمن قدرة المخلوق.
و أما التوكل على الله ففيما هو خارج عن طاقة البشر كالحفظ من الآفات ومنع الجوائح كإنزال الأمطار وإنبات الأرض و التوفيق و التسديد و التأييد و النصر.الخ.
و ترك اتخاد الأسباب التي اقتضت سنته تعالى بارتباط المسببات بها و ترك اتخاذ الاحتياطات اللازمة وكل ما هو من وظيفة المخلوق بدعوى التوكل على الله في جلبها للإنسان وتمكينه منها إنما هو خور وسخافة وعبث مع الله سبحانه ومحاولته لتبديل سنته في خلقه لأجل مجادة ذلك الوهن الوكل. كما أنه لا يتنافى التعاون مع الخبير في المهمات مادام يستشعر المرء من نفسه أنه يعتمد عليها في كل ماله وحده قدرة عليه بدون عسر أو حرج.
و كذلك لا ينافى استشارة الغير واستمداد الرأي منه مادام هو يعمل فكره ورأيه ثم هو إذا أخذ برأي مستشاره فما هو إلا لأنه أصبح رأيا له و إلا فإنه يكون معه وهو عين المشكل على الغير.
و قد تسرب الغلط في معنى التوكل لكثير من الكسلاء و العاجزين فحملوه على معنى القعود عن العمل وعدم اتخاذ الأسباب وإعداد المعدات اللازمة لمواجهة الطوارئ مما هو داخل في طوق البشر تبريرا لميلهم إلى الدعة و إخلادهم إلى الراحة وعدم كفاءتهم للقيام بالعظائم، ففشلوا بذلك العامة وشلوا أعضاءها عن العمل. فعجزت عن إشادة المشاريع الكبيرة و المؤسسات العظيمة ففشا فيها الفقر وحاق بها الذل والمسكنة و استثمر حالها هذه ذوو المطامع و الغايات.
فظنت أوروبا من هذه المظاهر البائسة العامة بين المسلمين أن الإسلام نفسه هو دين التواكل و الكسل والقعود، فحكمت على الإسلام ـ ذلك الصراط المستقيم صراط الله ـ بما رأته و تراه من المسلمين غلطا أو تغليطا لإفساد الإسلام وتشويهه و تزهيد الناس فيه و ترغيبهم في مدنيتها و حضارتها حتى تبتلعهم و تهضمهم فكانوا لها حجة على الإسلام في الشرق و الغرب.
الأحلام :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى