الأحلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

التأثير المتبادل بين الثقافة العربية والأجنبية

اذهب الى الأسفل

التأثير المتبادل بين الثقافة العربية والأجنبية Empty التأثير المتبادل بين الثقافة العربية والأجنبية

مُساهمة  azzouzti الأربعاء فبراير 11, 2009 3:54 pm

التأثير المتبادل بين الثقافة العربية والأجنبية
للأستاذ حسن عبد الله القرشي

تبادل التأثير بين الثقافتين العربية والأجنبية وضع متسع منذ أن تلاقت الفئتان في مسيرة التاريخ، فقد كان للعرب تأثيرهم البالغ في الثقافة الأوربية كما كان لأوربا تأثيرها في الثقافة العربية في نواحٍ مختلفة.
ولابد من الإشارة إلى أن الجزيرة العربية هي أصل جميع الساميين كالكلدان والسريان والكنعانيين.
وقد سعد العرب بطائفة من الخلفاء حرصوا على رفع الشأن الثقافي، وفي مقدمتهم الخليفة المأمون العباسي الذي حرص على ترجمة العديد من كتب الغير حتى ازدحمت مكتبات بغداد بألوان من الثقافات الحية.
كما كان للعرب دورهم الفعال في الترجمة والبحث والعديد من الدراسات كما أشار لذلك عالم الاجتماع الكبير جوستاف لوبون.
ففي إبان النهضة الثقافية العربية كان العرب مثلاً عليًّا في الاختراع والابتكار.
وقد طلعوا على العالم يومًا بما بهر من علم ومعرفة. فقد اخترعوا مثلا علم الجبر وبرعوا في الرياضيات عمومًا واكتشفوا في علم الكيمياء التقطير وأهم المركبات الكيميائية كالحامض الكبريتي، والكحول واخترعوا في علم الحرب البارود والأسلحة النارية وأدخلوا كثيرًا من الأدوية المهمة إلى علم الطب، وهم الذين ابتكروا الصيدلة واستحدثوا الكثير في علم الجراحة، وكانوا أساتذة في العمارة والزخرفة واستخدموا البوصلة في الملاحة وحققوا الأعاجيب في علم الجغرافية.
وحين خبا سراجهم وخلف من بعدهم من أضاع هذا التراث الضخم تلقفه الغرب وحسنه وبرز فيه ثم زاد عليه ما يشاهد الآن من مخترعات ومبتكرات علمية حديثة.
ولقد برزت أمم كثيرة بامتزاجهم بالجو الأدبي العربي كالأمة الفارسية مثلاً، وبهذا الامتزاج نبغ منهم الفلاسفة والعلماء وكبار الشعراء، ويرجع الفضل في هذا إلى الدولة الإسلامية التي كان لها فضل الاختلاط بهم وبناء جدار مقارنة بينها وبينهم.
أجل لقد ازدهرت الثقافة المقارنة أيما ازدهار في شتى فروع الثقافة. وإن واجب الأمة العربية أن تحاول استرداد ثقتها بنفسها، فالعطاء العلمي أصبح متاحًا لأمة العرب كما هو متاح للأمة الأوربية سواء بسواء، وحصل الكثيرون من أبنائها على أفضل درجات التشريف العلمي وعلى أقصى الشهادات العليا، وأصبح زاد المعرفة مائدة متاحة لصفوة كبيرة من البشر تنهل من معينه وتقبس من تراثه.
ولاشك أنه كان للهجرات العربية من شبه الجزيرة العربية إلى دول أخرى كالحبشة فضل كبير فيما تم من تفاعلات ثقافية، فالعرب بطبيعتهم أمة تهوى الهجرة خدمة للفكر والثقافة والتجارة، وقد جاء مضمون ذلك في القرآن الكريم حيث نصت عليه سورة (قريش) ومضمونها: "لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف" وقد جاءهم في التجارة أيضًا لوم عنيف حين جاء في سورة (الجمعة) قوله تعالى:"وإذا رأوا تجارة أو لهوًا انفضوا إليها وتركوك قائمًا، قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين".
ولقد منَّ الله على بلاد العرب بأرضٍ خصبة ومراعٍ واسعة إلى ما قبل الإسلام في نواحي اليمامة (وقد لاحظ الرحالة الألماني "شونيفرت" أن القمح والشعير والجاموس والماعز والضأن والماشية وجدت في حالتها في اليمن وبلاد العرب القديمة قبل أن تستأنس في مصر والعراق).
وهناك مبدأ الأصالة بين الحضارات والثقافات، فهذا المبدأ قد ساد بين الجميع في حين لم توجد حضارة تفردت بالإبداع وتخصصت فيه دون غيرها من الحضارات سواء في مجالات العلوم أو في مجالات الثقافة وفي مجال الطب، فقد أشاد "هوميروس" في الأوديسة بمهارة الأطباء المصريين وشايعه "هيرودويت" حيث قال: "إنهم كانوا يعالجون أنواعًا من الأمراض يختص كل واحد منهم بمرض يبرع في علاجه".
كما أنه في مجال الطب استعان الفرس بأطباء السريان فأنشؤوا المدرسة الطبية والمستشفى المشهور بجند نيسابور.
وفي القديم وعلى طريقة البدواة عرف العرب التطبيب في عصور الجاهلية، ومزجوا الطب بالكهانة فكان لكل قبيلة عرافها الذي يستشار فيما يجرب من أمور.
وفي المجال الطبي قال الحارث ابن كلدة : "من سرَّه البقاء ولا بقاء فليباكر الغداء، وليخفف الرداء وليقل غشيان النساء".
وكان ينهى عن الاستحمام بعد الطعام ويوصي بالتخفف من الديون والهموم ولا يخفى أن الإٍسلام قضى على الكهانة وفتح المجال للطب الطبيعي.
وحين مرض الصحابي سعد بن أبي وقاص، عاده النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: "إني لأرجو أن يشفيك الله.." ثم قال للحارث بن كلدة عالج سعدًا مما فيه وكان الحارث على غير دين الإسلام.
وقد استقدم الملوك الأطباء البارعين وأتاحوا لهم الكثير لإجراء تجاربهم وبحوثهم.
وترجمت كتب ابن الهيثم فكان عليها اعتماد الأوربيين في البصريات.
azzouzti
azzouzti
Admin

المساهمات : 46
تاريخ التسجيل : 11/02/2009
الموقع : www.Elahlem.blogspot.com

https://elahlem.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى